ما تعانيه الأمه العربيه منذ الأمويين

[Fitouri Driss]

هل حياة العرب ستبقى رثة إلى الأبد؟
عاش العرب برهة وجيزة من الزمن كلها ديمقراطيه وعدالة اجتماعيه فقط خلال حياة الرسول والخلفاء الراشدين...
وبدأت النكسة من بني أميه إلى العثمانيين إلى يومنا هذا حيث أن العربي ظل يعاني من حكم العائلات التي تدعي الخلافة وتفرضها بحد السيف ومظاهر الدكتاتورية وباتت خيرات بلاده ملكا للعائلات الحاكمة المتبذخه في القصور والذهب والديباج والشهوات وآلاف النساء والغلمان ...
فكان يستحيل على العربي أن يتمتع بثروات بلاده...و يستحيل على العربي أن يتمتع بالحرية والديمقراطية والرفاهيه...و يستحيل على العربي أن يراقب مآل ثروات بلاده...لا يعيش العربي إلا تحت الملوكية والخلافة المزعومة والحكم الدكتاتوري ....هكذا حياة العربي منذ وفات رسول الله وانتهاء الخلفاء الراشدين إلى اليوم...فهل من حل في الآفاق؟

ألا تريدون إنقاذ الأمة العربية المسلمة من الغلط التي وقعت فيه ضحية ؟؟؟
أكتب وأنقد ما أراه واضحا في التاريخ ...فرأيت أن الغربيين نقدوا تاريخهم وكتبوا في ذلك الكتب العديدة واستخرجوا منه الدراسات الاجتماعية والخطط الحربية والعلاقات الخارجية... وهو ما أهلهم إلى صنع وإرساء المؤسسات الانسانيه التي شيدوا بواسطتها مجتمعاتهم وقننوا حياة شعوبهم على قواعد ثابتة تكاد لا تتغير ومنها الديمقراطية ونظم الحكم وإدارة الدول وتنظيم السكان والمدن وطرق الانتخاب وغير ذلك من المؤسسات التي تقوم بذاتها لتسير الدولة وتشد دواليبها وتضمن لها البقاء بدون حاجة ماسه أو مستعجلة إلى وجود حكومة أو رئيس...وهكذا أصبح دور الحكومات والرئيس يقتصر فقط على عمليات التحسين وإضافة جزئيات تهم تطوير بعض القطاعات الاقتصادية كما أصبحت النجومية والعنترية لا معنى ولا أثر لهما في حياة الدولة...وتظل .ألدوله هي هي تقف بدواليبها التقليدية المبنية كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا....وتتوالى عنها الحكومات والرؤساء للتهذيب والتحسين بموافقة الشعب ....
ولقد رأيت في تأملاتي هذه أن علماء التاريخ العرب قد صردوا التاريخ كما يفعل الببغاء ولم يخولوا لأنفسهم نقد تاريخهم ولم يبحثوا بداخله ليستخرجوا ما استخرجه العلماء والبحاثة الغربيون...وظل التاريخ عندهم مقدسا لا ينقد ولا يناقش فبقيت بذلك الدول لا تقوم على المؤسسات بل على الأفراد والعائلات ومشيئة الأشخاص وإرادة الأمراء والملوك ابتداء من الأمويين إلى العثمانيين ... وما كانت الدول تحمل أسماء الرسول ولا أسماء خلفاءه الحقيقيين... وظل الشعب في الدولة العربية رعية أغنام لا غير...وبقت الدول كهيكل صاغر في يد العائلات المالكة للمال والعباد ...
ومن تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن أردت أن أورد هذه الفقرة( ص 152 الجزء الرابع) :"ولما رأى الخليفة المستعصم أنه لا مفر من دخول المغول مدينة بغداد عول على التسليم...وفي يوم الأحد 4 صفر سنة 656 هـ (10فيرايرسنة 1258 م ) خرج الخليفة لملاقاة هولاكو وكان بصحبته أولاده الثلاثة....وثلاثة آلاف من القضاة والفقهاء...وقد بلغ من اضطراب الخليفة أنه لم يعد يعرف المكان الذي أودع فيه مفاتيح خزائنه فأمر بكسر عدة إقفال وأحضر لهولاكو ألفي ثوب وعشرة آلاف دينار وكثيرا من الجواهر....فلم يلتفت هولاكو إليها ومنحها كلها للأمراء ثم قال للخليفة: إن الأموال التي تملكها على وجه الأرض ظاهره وهي ملك عبيدنا ولكن أذكر ما تملكه من الدفائن وما هي ؟ وأين توجد ؟ فاعترف الخليفة بوجود حوض مملوء بالذهب في ساحة القصر...فحفروا الأرض فكان الحوض مليئا بالذهب الأحمر وكان كله من سبائك تزن الواحدة مئة مثقال...وقد أحصي نساء القصر فكن سبعمائة بين زوجة وسرية وخادمه".....
هذه حالة الدولة العربية الاسلاميه وحالة عموم الخلفاء...