ظاهرة الزهد المعاصر

[Fitouri Driss]

ظاهرة الزهد المعاصر في الشباب العربي
عندما تضيق الدنيا بالإنسان فتغلق أمامه أبواب الرزق ويضمحل مستقبله ويقهر... فهو يلجأ إلى ربه وهو الحل الأمثل عوض البحث عن الشر والانتقام... وهذا ما صار إلى جزء هام من الشباب التونسي الذي أبرز اللحية والشاربان ولبس الجلباب الطويل البخس الثمن والعراقية البيضاء والشلاكه كما ارتدت الشابات النقاب الأسود... ونسي الحياة الدنيا و تمسك بالمساجد يقرأ القرآن ويعبد الله وإنا لله وان إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله...هكذا زهد الكثير من الشباب ...وهو ما أضجر صدور الكافرين...ولا ننسى أن الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تسليما قداستغل ظاهره الشعوب المكبوتة والمحرومه للتوسع ونشر الإسلام
وهناك أيضا شباب موسر تربى منذ نعومة أظافره تربية إسلامية وهو غير زاهد...
اما من اتجه نحو فكرة علمانيه لا يمثل في تونس سوى أقلية
وبذلك يكون المجتمع التونسي الشاب مجتمعا إسلاميا لحما ودما
وقد استغلت حركة الغنوشي هذا الوضع الديني فسمت نفسها بحركة النهضة كما فعلت أختها جبهة الأنقاض الإسلامي ففتحت ذراعيها كقطب و ملجأ للشاب الفقير ماديا والعاطل عن العمل على غرار ما أسلفنا...الشباب الذي لم يتأخر في الاندماج فيها بحثا عن الانفراج وإرساء الشريعة...ولا أخفي ما أريد قوله وهو أن البلدان القلائل التي تطبق الشريعة هي بلدان بتروليه لا يلجأ المواطن فيها إلى الثورة للبحث عن الخبز بل يلجأ فيها إلى بيوت الله وهو مطمئن عن قوته وحليب رضيعه...وربما سيارته ومسكنه وسخاء مدخوله المادي... وهذا الوضع الراهن شكل الخلاف بين من يخشى التشدد وبين من يرغب فيه من الشباب الذي قد يميل إليه في أقصى الحالات
وهكذا الوضع الجزائري قد يستعيد نفسه في تونس...
بقي الآن أن يوجد في الحكومة التونسية « بوتفليقه » آخر ليلغي الأوضاع ويمسك الناس بيد من حديد حتى لا يصبح التشدد الإسلامي الحاكم في البلاد...