هل بدأنا نشاهد بوادر الاعتدال في تونس ؟

[Fitouri Driss]

هل بدأنا نشاهد بوادر الاعتدال في تونس ؟
الآن وبعد مرور فترة من الزمن عاشتها البلاد في أخذ ورد بدأنا نشرف على بوادر بداية التوازن والاعتدال لدى مختلف مكونات المجتمع التونسي من رأى عام وحكومة وأحزاب

1- لقد حصل اتفاق هام جدا بين جميع الأطراف في ألمحافظه عن هوية الشعب التونسي وكان الحلم بتغييرها من قبيل الخيال وعدم الواقعية إن لم نقل من عدم التكوين والممارسة السياسية...وحصل أيضا الاتفاق عن سياسة القانون بدلا عن الاقتراح النهضاوي المتطرف والمتعصب لتطبيق الشريعة الاسلاميه على شعوب القرن الواحد والعشرين ...كما حصل الاتفاق على أن تونس دولة مسلمه ولا حاجة لها بفتح وجهاد إسلامي يبتر أعضاء المعارضة ويخمد الفتنه في التظاهرات الشعبيه...ونرجو من المجلس التأسيسي الموقر تدوين هده الاتفاقات في التأسيسيه حتي لا تقع في الردة تحت الوعد والوعيد النهضاوي الذي شاهدناه منذ أيام قليلة سبقت... ولكن حزب النهضة الغير متوازن سياسيا يشعرنا هذه الأيام باقتراح مفاجئ يتعلق بإمكانية خوصصة ألصحافه وهو ما يبشر بكل خير في طريق استقلال القطاع المذكور إن لم يكن يخفي دهاء وخبثا...أو دعاية لحملتها الانتخابية القادمة

2- وكثرت في الأيام الأخيرة تصريحات الحكومة المتعلقة بالحريات والديمقراطية وهذا أيضا من المفاجآت الغير معهودة في حكومة متعصبة كما أسلفنا ولكن لا بأس... فلنأخذ هذا من محل الجد ...و المهم هو خروج هذه الحكومة من تخبطها في الغموض وعدم الشفافية العملية خاصة وهي لم تبرز إلى الشعب أية نتيجة ملموسة وكان في الإمكان حصول بعض الانجازات في ميدان التشغيل والتصدي للعمليات السلفية ومعاقبتها بما يتطلب القانون وتجسيد بعض المبادئ الديمقراطية على الميدان عوضا عن التصلب اللاديمقراطي الذي أظهره أخيرا وزيرها للداخلية ...واتصفت هذه الحكومة بحكومة الوعود...وقد أصبح الناس يشكون في عدم كفاءة عام في مختلف مصالحها التي تتظاهر بكثافة الملفات المحمولة والمعلن عنها والله وحده يعلم بمحتواها من حيت النوعية والجدية والافاده التقنية...وان كان هذا من مغالطة الشعب فالكارثة لا قدر الله قد أصبحت على الأبواب...وفي هذا الصدد ندعو الحكومة عاجلا إلى الائتلافية وإدغام الكفاءات في صلبها بدلا عن انغلاقها الحالي الذي يمكن أن يكون نقابا أسود سميكا يخفي العجز والفضائح وليس لنهضويه الاداره في البلاد إلا دليلا واضحا عن هذه التصرفات

3- أما الراى العام فقد ظهر ممتازا وحضاريا ومعتدلا وغير مشط في طلباته إذا استثنينا ما يحصل هنا وهناك من مطالب غير منطقيه أو مستحيلة نظرا لحالة الحكومة الحالية ولا لوضعها
4- المجلس الموقر ما زال يبحث عن هويته وقد زجت به الديماغوجيه في طريقة عمل معقده وغير منتجه الشيء الذي أبعده عن التأسيس وأدخله في النقاشات السفسطائية والذي زاد في الطين بله هو نشوء الترويكا بداخله التي أدت الى الانقسامات والتحيز وإحباط المعارضة المشروعة ونرجو منه تصحيح مساره وقد دعونا إلى ذلك العديد من المرات انظر مجلتنا على الموقع:http://www.culturafric.net/f20-des-sujets-crees-jusqu-a-l-instant-creez-les-votres

5- كما لا يسعني إلا أن أشيد بحركة الأحزاب الجارية الآن علي اليدان لتلاؤمها واتحاداتها وتنظيماتها الجديدة قصد إرساء تعددية سياسيه في المستوى المطلوب وفي الاتجاهات الديمقراطية من اليسار إلى اليمين

6- ونحن على يقين أن كل ما ضمناه صفحات هذا الموقع الاجتماعي قد وصل إلى محطاته وأصاب أهدافه وأحدث مفعوله ولمسنا ذلك في بعض التصريحات الرسمية ويكون بذلك الفايسبوك صحافة شعبية تمتاز عن صحافة الانبطاحيه والغير كفئه التي نتألم لحالها اليوم في تونس