قصة غموض

[Fitouri Driss]

***بسم الله
قصة غموض يجب توضيحه
جاءك هذا الشخص بعد الظهيره ودفع الباب بدون اذن ودخل البيت وهو يناديك باسمك...وكنت أنا في ذلك اليوم باقيا في البيت وماذهبت الى عملي المعتاد بتولوز لأعود منه في المساء...ترك أبناءه وابني  خارج البيت وقد اتى بهم في سيارته  ...
وناديته أنا  مستغربا هذا المجىء المفاجىء "ادخل يا فولان" ...فقال لي  وهو يجلس " في علمي أنك تذهب الى تولوز  كل يوم..."ولست أدري من أعلمه  بذلك
وسألتك بعذ ذهابه مخزيا "هل كان يجيىء بيتي في غيابي ؟" فأجبتي "لا و لا انه أتى لأول مره"...ثم  أضفتي" انه سأل ابنك هل أبوك في البيت"...ولما عرف انك هنا جاء ليضع ابناءه عندنا لأن زوجته في العمل
ولما سألتك  لماذا جاء هذا الشخص ؟ قلتي لي " المعلمه غابت وقد أتي بالأولاد ليلعبوا هنا معا" فكيف عرفتي ذلك ؟  وهو اتى لأول مره و لم يحاورك في الأمر وما  كلمك في ذلك سابقا ؟ وأنت ما سألتي حتي الأولاد عن سبب رجوعهم من المدرسه لأنك كنتي في الداخل معي بل سمعتيهم فقط خارج البيت يهرجون ويلعبون... فهل لا يعني هذا وأنك  استقبلتي ابناءه عدة مرات في السابق وأنك تعرفين قوانين اللعبه  ؟
وأنا أتساؤل بما أنه جاء لأول مره لماذا لم يفسر عند جلوسه سبب مجيئه المفاجىء بأبناءه ؟ بل جلس ولم يقل شيئا عن ذلك وكأن الاتيان بأبنائه الى منزلي هو شيىء عادي ومعتاد عليه ...هل لا يعني هذا أنه جاء عدة مرات في السابق وأثناء غيابي ؟
**********
قصة رساله من أب الى أبناءه 

قد تكون هذه فرصة لتلقينكم آخر درس في الأخلاق وكم أنتم في حاجة اليه ولكن غروركم يجعلكم لا تعتبرون  ...

   لقد أعطيتكم من ذاتي  خصالا كثيرة وان كنتم تحبذون طمسها لمرض  موروث بكل أسف في نفس يعقوب  ومن أهم هذه الخصال قوة الجهد  والمثابره النفسيه  و  تعلق هممكم  بالسمو والوصول الى كيان اجتماعي  أفضل مهما كانت العراقيل  ممارين في ذلك خاصة سيرة  والدكم .   ولكن تسرعكم واندفاعم  العشوائي الموروث عن أخوالكم  جعلكم  تبالغون الى حد  التعالي والتظاهر بما ليس لديكم  بعد...صبرا آل يعقوب ...ووقعتم  في مركب الغرور  وحب البروز الفارغ  الذي قد يحبط  من مساعيكم  ويسد أمامكم طريق النجاح ...فأصبحتم  بين بين تتنكرون لأبيكم  وتريدون اذلاله  وتحقيره  لتظهروا أحسن منه وهو مرض خطير يسري في عروقكم  لأن الشفاء هو الاعتقاد الراسخ بأن سموكم وتطوركم نحو الأفضل هو الأمل ألأكبر والمنشودعند والديكم ...وقيل في القرآن "ان من بين أبنائكم عدو لكم " كما أن من ضعف النفس أيضا  ذلك الذي عندما يعجب" بقمح الناس يرمي بشعيره "

  وما دفاعكم العشوائي عن امكم  التي تحلم بالتعالي وبمجد سالف  من الأوهام تفرضه غلطا  بالتعنت  والمعارضه  ومعاكسة رجل  نجح في تكوين انضباط  لنفسه أدى به الى نجاح  نسبي  بعد شعورة المر والمقيت  في وقت بما بما حصل له من جراء تربية ضحلة  تلقاها في وسط  كما قلت يعيش في الكسل والخمول والجهل  الأوهام لكنه لا يخلومن بعض عادات "الأصول"  ...قلت ما دفاعكم  العاطفي عن أمكم  التي تربطني بها علاقه مازالت تتماسك بشدة بعد مرور أربعين سنه ان كنتم تعتبرون ...ما ذلك الا من أجل حب التميز أمامها  ان وعيتم بذلك  واستطعتم التمعن  في نفوسكم   وهو ما"يزيد في الطين بله" ويعكر الأمور ولو عدلتم بكل موضوعية  لأصبتم  ولما ظهرتم في  مظهر  العقلاء الناجحين ...

    ان أمكم ليست معنفه تماما وبعيدة عن ذلك كل البعد ان استطعتم التأمل  ولا "تجعلوا من الحبه قبه" ...انها في طور عتاب ومعالجة نفسيه مستمره  وابنتها أيضا وهو خير لهما وهما يتمتعان بكل وسائل الرفاهيه  فكيف تصفون ذلك  بالعبوديه  ؟... و شتان  بين ما كانت عليه أمكم  وما هي عليه  الآن في كل المستويات...انها تفوق عقلياتكم  المتعلمه  والمفتقره للتجربه ... وهي تقر بذلك والحمد لله ...ولا يمكنها ألا أن تتحمل حالتي  العصبيه المرضيه نوعا ما  والتي لا علاج فيها بالتأكيد من جراء الشيخوخه وأنا في آخر أيامي لأنها الآن ليست من النساء اللواتي يجعلن من الرجل "باب على الكلاب" ولا تمثيل لها في "حبك درباني"

 واني  واع  بقساوة بعض من تدخلاتي وهو ما  يجعلني بطبيعة الحال أتغير من وضع الى أحسن منه

  أدعوكم الى  التواضع وتثقيف النفس والقدره على التأمل في النفس والرصانه والى الموضوعيه العقلانيه   والى تقديس المبادىء  الأخلاقيه بكل جد ان هذا من بعض أسرار النجاح