Panorama de la dite révolution en Tunisie

[Fitouri Driss]

رفعا لكل الالتباسات والتفلسف عن الثورة الذي كثر هذه الأيام ومحاوله مني للإصلاح أقول:
تونس عاشت انتفاضه البطالين والمهمشين من جراء وضعهم المزري والمأسوي... انطلقت من سيدي بوزيد اثر ا انتحار الشاب المغفور له رحمه الله احتجاجا عن الوضع الراهن وتسربت إلى الجهات الأخرى وكان القائم بالانتفاضة هو العنصر الشبابي ...ولما يئس بن علي من التحكم في الوضع المضطرب فر ومن معه خوفا مستعملا سلطته آنذاك التي لم تسلب منه بعد وقال وزيره الأول أن الرئيس في حالة غياب.
ولم يشارك في ألانتفاضه عموما إلا الشباب أما الموظفون واتحاد العمال والجمعيات وكل هياكل البلاد الموجوده وقتها بقيت مكتوفة الأيدي تتأمل الأحداث... وقد استغل الفاسدون الوضع الفوضوي للنهب وحاولت الداخلية عبثا قمع المتظاهرين بشتي الوسائل وحتى بفرقة القناصة...
وبما أن شكل الثورة وخاصياتها مفقودة في هذه ألتظاهره فقد حاول الحاكم الانتقالي وبعض التنظيمات في البلاد مسك أعنة الوضع المتدهور وخلق هيكل ينظم المسار الجديد... وكان كل ذلك عن حسن نية ففعلوا كما استطاعوا...وفي الأثناء وقع خلع حزب التجمع لكن وقعت المبالغة في عزله والانتقام منه دون التفكير في إصلاحه وإدماجه كما صار في الجزائر وفي غيرها من الدول....وحسب رأيي لم تكن مجدية تلك القاعدة التي تقول بقتل الثلث لإصلاح الثلثين ...
ونظرا لقلة الوعي السياسي عند الشباب لم يبرز منه عناصر قياديه ولا مبادرات سياسيه حكيمة...وأيضا لم تكن للحاكم كفاءات سياسيه يوجه بها الشعب إلى الاتجاه الصحيح ... فوقعت مثلا المناداة الكلاسيكية والمتأثرة بالتاريخ البائد بمجلس تأسيسي كما نادت الجماهيري تونس عام 1939... وكانت هذه بداية الانحراف عن المسارالحداثي الاستراتيجي للبلاد...وتكونت من أجل ذلك مئات الأحزاب لا للوطنية بل للانتهازية والاستحواذ عن المجلس المنتظر ... وقامت الأحزاب المغضوب عليها وقت المخلوع من قبورها لتأخذ مكانها وكانت في صدارة الأحداث...
ثم جاءت الانتخابات المنشود التي دارت بكل تعثر وكانت شكليا عمليه الاقتراع فيها بكل شفافية ولكنها احتوت على برمجة خلفيه استحواذية عن الحكم لا علاقة لها بالاتجاه السليم والديمقراطي لأن الأحزاب لا تنوب إلا فئاتها القليله ولا تنوب الأمة التي لم يقع تشريكها في هذه الانتخابات ...كان عليهم القيام بانتخابات أوليه في الولايات ...
وأخيرا كان على الشعب ا لمناداة بكل بساطه وابتعاد عن التعقيدات التي نتخبط فيها اليوم ونعاني منها أن ينادي ببرلمان تعددي من الممكن تغيير أعضاءه الستين مثلا بسهوله اثر كل انتهاء مدة نيابيه وذلك عوضا عن المجلس التأسيسي المكبل أبديا بما سمي شرعية الانتخابات ... وقد يذهب هذا الكسب المضني إلى الإفلاس لأنه لا ينفع الناس ... والبرلمانية مقبلة ربما يعي خلالها الشعب بما يجب أن يفعل دون ارتكاب أي غلط...وليكن شباب تونس الديمقراطي في الموعد مكثفا حولها حتى لا يصبغها كما صارأخيرا الكهول ممن رضعوا حليب ألتجمعيه و الشيوخ والعجائز بعقمهم المعهود...
ولا يغرنك البندرة في الأسواق الاعلاميه سواء كانت من الداخل أو من الخارج ولا تغرنك أيضا التشدقات الدولية التي طالما تضر ولا تنفع
لنتصدى للأحزاب والتعددية التونسية فهي ما بنيت على قاعدة...
قلت إن أحزابنا لا تمثل ألامه التونسية لأنها لا تشمل إلا فئة قليلة منها وهي فقط تتكالب عن الحكم ولا هم لها غير ذلك...خذ مثلا وأن ثمانين في المائة من الشعب التونسي لا يحملون بطاقات حزبيه
أما في الدول الغربية فلأحزاب تمثل الأمة قولا و فعلا لأنها تشمل جماهير كبيره من الأمة وقد يصل حزب ما إلى جمع نصف الأمة....وقد لا توجد إلا فئة قليله غير متحزبة...
كما أن الأحزاب في العالم الغربي إن ساست البلاد فلن تزيد إلا لبنة في الديمقراطية أو إضافة إصلاحات جديدة اقتصاديه وما شابه ذلك بخلاف أن أحزابنا إن ساست فلن تأتي إلا بقلب الأوضاع الاجتماعية وفرض الدكتاتورية والعنصرية ومفاجأة الشعب بما قد يرعب والإتيان بتصرفات غير واضحة تجعل الشعب في خض وقض أليس هذا صحيحا؟ اللهم إن كنت منتميا طامعا على حساب الشعب