تصحيح طريقة الانتخابات في تونس ما رأيك؟

[Fitouri Driss]

تصحيح مسار الانتخابات في تونس...ما رأيك؟
في فرنسا تشمل التعددية السياسية كافة أفراد الشعب...ولا يوجد مواطن إلا وهو منتمي إلى حزب ما...ويعود هذا الانتماء السياسي العام إلى الوعي الشعبي و إلى شمولية الأحزاب وقدمها وتأصلها وتجذرها في البلاد منذ الثورة الفرنسية عام 1789....وبذلك تكون الأحزاب هي الممثل الشعبي لكل فئات الأمة الفرنسية وهي محرك الانتخابات التشريعية والرئاسية في البلاد...وتكون بذلك الانتخابات في البلاد شرعية وديمقراطيه...ولا توجد في الشعب الفرنسي فئة تدعى بالمستقلين سياسيا وقد أوجدوها في تونس فقط للتمويه -وهي الأغلبية الساحقه- وشركوها بشكل صوري ورمزي لاخفاء الديمقراطية المنقوصة والشرعية المفقودة في الانتخابات...
أما في تونس فالانتماء السياسي قليل جدا نظرا لحداثة التعددية السياسية الحقيقية أو لحضرها في النظام السابق .. وليس للأحزاب شمولية ولا تمثل هذه الأحزاب في مجملها رغم كثرتها وتعددها المهول لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من السكان وما تعدت هذه النسبة الصفر فاصل واحد من مجموع الشعب أو ال 10% في الانتخابات الفار طه...وقد أجبرت فئات الشعب جبرا أن تختار بطريقه عمياء وعن غير أي انتماء سياسي مسبق بين البضاعة المشتتة المفروضة و المعروضة أمام صناديق الاقتراع هذه البضاعة التي لا ينتمي لها إلا بضعة أفراد تكونوا كالفقاع عند نزول المطر...وبذلك لا يمكن أن تكتسب هذه الانتخابات ألصبغه ألشرعيه ولا ألصفه الديمقراطية على الإطلاق...
وبتحزب أفراد الشعب في الدول النامية يتكون الرصيد المالي لهذه الأحزاب وتصبح في غنى عن المنح ألحكوميه التي قدمت في تونس لتمويل الحملات الانتخابية للأحزاب وفي ذلك مظاهر التبعية و عدم الاستقلالية...
وفي هذه الظروف ما هو الحل الشرعي و الديمقراطي للانتخابات في تونس أو في مثيلاتها ؟
الحل الوحيد وفي الظروف الراهنة هو إعطاء نسبة ترشح للمستقلين تشكل الخمسين في المئه على الأقل من مجمل الترشحات نظرا لأنهم الأغلبيه التي لا يمكن تجاهلها... وهو ما طمس عمدا في الانتخابات الفار طه لغرض الاستحواذ عن الحكم من طرف الأقليات الحزبيه وهو ما كان خلفيا المظهر الدكتاتوري والعنجهي فيها إزاء المظهر الشكلي لعملية الاقتراع التي نعتت نفاقا بالشفافية
وأخيرا يجب أن نلاحظ أن مثل هذه الإجراءات التعسفية قد تؤدي إلى تخلي الشعب عن الانتخابات وفشلها وهو ما حصل في الجزائر في الأسبوع الفارط