مشكلة الحرب في المتلوي...

[Fitouri Driss]

مشكلة الحرب في المتلوي...
ما قالت طق كان فيها شق
باختصار... النظام السابق كان جاثما بكلاكله على كثير من الجراح التي كانت تنزف مع الأيام ولما أزيح صرخت هذه الجراح بكل حرية في الهواء الطلق وفي غياب أمني وفراغ إداري تام... تشطح فيه الحكومة التونسية بدون قافيه ولا ميزان.
أصل المشكلة واضح وهو البطالة التي تفشت في أبناء الجهة وعجزت الحكومة على حل جزء منها فانتفض شبابها يبحث وحده عن الحلول .فلا يوجد مشاغب الا وله سبب .
المسألة العرقية والعروشية هي تفسيرات فاشلة جاءت ممن يعوزهم التحليل المنطقي و أنصاف المثقفين الناطلين. وقد شوهوا وجه البلاد وهم كثيرون هذه الأيام لأن هذه الجهويات والعرقيات لم تكن تذكر في تاريخ الجهة ومنذ زمن بعيد.
لابد من العمل وتكريس الجهد لإيجاد الحلول ولن يجدها أصحاب الكراسي والبرجوازية أو الصحافة الواهية أو ممن لا يهمهم الأمر...لابد من إحقاق الحق ...وان مدن المتلوي والرديف وأم العرايس... سكانها الأصليون هم أولاد بويحيا. ولكن منذ زمان هي تعج بأنواع شتى من الجهويات فهناك الطرابلسية والمراركة والقوابسية والجريدية والقفاصة والسواحلية والصفاقصية ... الخ الخ...
ولك أن تقدر النسبة المئويه للسكان البلاد الأصليين دون أن تتعدى 30 بالمائة من مجموع السكان ... وقد جاء النازحون هؤلاء من كل حدب وصوب للعمل في قطاع الفسغاط وما يتبعه من تجارة وغير ذلك. وأصبح أبناء السكان الأصليون عاطلين عن العمل وكسب القوت فيما تندمج في القطاع الاقتصادي شتى أنواع الأصول الأخرئ...هذا هو أصل المشكلة.
والتفكير في الحل الجدي إن أردتم هو كما يلي
لكل ذي حق حقه يجب تمكين هؤلاء الأصليين من نسبة مهمة للتشغيل ترسم في القانون الأساسي لقطاع الفسفاط وهذا وحده كاف لإخماد الحرب القائمة . كما يجب على المحافظة أو الولاية في قفصة أن تراعي هذه النسبة في كل قطاعات التشغيل من إعطاء الرخص للتجارة ولباقي القطاعات الاقتصادية. ولن تتوقف المناوشات بقوة العسكر ومنع الجولان . ولا مناص من إحلال العدل والإنصاف كما أسلفنا.
وليقم سيدي الوزير الأول ويقرأ في الإعلام هذه الورقة قد يغير فيها القليل لكن الجوهر يبقى هو هو وبذلك نأمل أن ترجع المياه إلى مجاريها.